عبد الإله الشنفوري
اختصاصي في أمراض النساء والتوليد وعقم الزوجين
يرتبط ضعف الخصوبة والعقم عند الرجل بعدة عوامل وأسباب، بعضها له صلة بمرحلة الطفولة، مثل مشكلة عدم نزول الخصيتين بعد الولادة بأشهر أو سنوات، حيث تبقى الخصيتان عالقتين بجوف البطن، وعندما لا يستفيد الطفل من التشخيص المبكر، وترافقه هاته المشكلة لسنوات، تصبح خصوبته مهددة، نتيجة عجز الخصيتين عن القيام بوظيفتهما الطبيعية التي تتمثل في إنتاج الحيوانات المنوية. ويتطلب تفادي إصابته بالعقم في هاته الحالة استفادته من العلاج والمواكبة الطبية، وفي حال لم ينفع العلاج بالأدوية الهرمونية، يصبح التدخل الجراحي ضروريا.
كما يعاني بعض الأطفال الذكور منذ الولادة من اختلالات هرمونية مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أو البنكرياس، أو غدد أخرى من شأنها أن تعيق إنتاج الحيوانات المنوية، لهذا يجب مراقبة وزن الطفل وطوله وشكله لتشخيص هاته الأمراض مبكرا بما فيها مرض السكري لبدء العلاج منذ الطفولة كي لا تتأثر خصوبته عند الكبر.
أما بالنسبة لأسباب العقم التي تظهر بعد البلوغ، فهناك تعفنات الجهاز التناسلي، لأن الميكروبات المسببة لهاته التعفنات قد تصل إلى الخصيتين وتؤثر على وظيفتهما، كما أن هناك ميكروبات تنتقل عن طريق الممارسة *****ية، وتؤدي بدورها إلى تعفنات تكون السبب في العقم أو نقص عدد الحيوانات المنوية.
في حالات أخرى، يكون صغر حجم الخصيتين عند البالغ، والذي يعتبر من مخلفات التأخر في علاج مشكلة عدم نزول الخصيتين، بحيث يكون عدد الحيوانات المنوية التي يتم إنتاجها ضئيلا جدا، وتصبح بالتالي فرصه في الإنجاب قليلة جدا.
يعتبر السكري أيضا من الأمراض التي تؤثر على خصوبة الرجل، تتأثر عملية القذف لدى المصابين بهذا المرض بشكل تلقائي يجعل الحيوانات المنوية تعود إلى الجهاز البولي للرجل وتتلاشى، وبالتالي يصبح تلقيح البويضة أمرا صعبا.
يرتبط أيضا العقم عند الرجل بشكل مباشر بالأورام الحميدة التي يمكن أن تؤثر بدورها على خصوبة الرجل إلى جانب الأورام الخبيثة، التي قد يتطلب الشفاء منها استئصال إحدى الخصيتين أو كلتيهما، لهذا يحرص الطبيب قبل التدخل الجراحي أخذ السائل المنوي للمريض بهدف تجميد الحيوانات المنوية، كي يتمكن من الإنجاب بعد الخضوع لعملية استئصال الخصيتين.
يكون للأورام السرطانية التي تصيب أي عضو في الجسم أن تؤثر على خصوبة الرجل، بسبب الخضوع للعلاج بالأشعة والعلاج الكيماوي، لذلك يجب أيضا أخد كمية من السائل المنوي للمريض قبل الانطلاق في رحلة العلاج، بهدف تجميد الحيوانات المنوية والحفاظ على فرصه في الإنجاب.
بالنسبة للأدوية الخاصة بعلاج نقص عدد الحيوانات المنوية، فهي غير متوفرة حاليا، لكن في المقابل هناك تقنيات متطورة أخرى يمكنها تعويض هذا النقص، منها التلقيح الصناعي في الحالات التي يتراوح فيها نقص الحيوانات المنوية بين نسبتي 30 و50 في المائة، وتحقق هاته التقنية نتائج إيجابية، بالإضافة إلى تقنية جد متطورة فيما يتعلق ب«أطفال الأنابيب»، بحيث تتم عملية التلقيح تحت المجهر بطريقة ذكية تنتقي الحيوانات المنوية والبويضات التي تتميز بالجودة لضمان نجاح هاته العمليات. وقد أصبحت هاته التقنية متوفرة في العديد من المراكز المتخصصة على الصعيد الوطني.

بدون اسم (Ileas Issaoui)Google إجابات-العلاقات الإنسانية-الزواج-الإسلام


أكثر...