قال الماوردي - رحمه الله-

"ثمَّ لَا يبعد أَن يظْهر أهل نحل مبتدعة، ومذاهب مخترعة، يذوّقون كلَاما مُموّها ، ويزخرفون مذهبا مُشوّها ، يخلبون بِهِ قُلُوب الأغمار، ويعتضدون على نصرته بالسِفلة الأشرار، فَيصبُ النَّاس إِلَيْهِم ،وينعطفوا عَلَيْهِم بخلابة كَلَامهم، وَحسن ألطافهم،
مَعَ أَن لكل جَدِيد لَذَّة ، وَلكُل مستحدث صبوة ،
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أخوف مَا أَخَاف على أمتِي مُنَافِق عليم اللِّسَان..

فَتَصِير حِينَئِذٍ الْبدع فَاشِية ، ومذاهب الْحق واهية ثمَّ يُفْضِي بهم الْأَمر إِلَى التح** والعصبة، فَإِذا رَأَوْا كَثْرَة جمعهم وَقُوَّة شوكتهم
داخلهم عز الْقُوَّة، ونخوة الْكَثْرَة، فتضافر جُهال نُسّاكهم ، وفسقة عُلَمَائهمْ بالميل على مخالفيهم.

فَإِذا استتب لَهُم ذَلِك زاحموا السُّلْطَان فِي رئاسته وقبّحوا عِنْد الْعَامَّة جميل سيرته فَرُبمَا انفتق مَالا يُرتق فَإِن كبار الْأُمُور تبدو صغَارًا" .

درر السلوك ص 120 - 121.

أبو بكر المسلمالفتاوى-Google إجابات-العالم العربي-الإسلام-الثقافة والأدب


أكثر...