* انتظار
قصة قصيرة
بقلم عادل سعده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ خرج من بيته متجهاً للموقف ، نظر فى ساعته وجدها قاربت العاشرة صباحاً ،
مازالت " الشبورة " إنها رملية كثيفة تتوارى وراءها الشمس .
ـ الموقف مكتظ بالناس ما أن تأتى عربة إلا والجميع يتكالبون راكضين لركوبها ...
ـ أتت عربة وراءها الاخرى بمسافة من الوقت ليست قليلة وهو يحاول الركوب دون جدوى .
ـ أصابه القلق نظر فى ساعته مرة أخرى ، لمح من بعيد عربة قادمه فى اتجاه الموقف
توجه اليها مسرعاً **ابقتها فحالفه الحظ فى الركوب هذه المرة فتنفس الصعداء قائلاً :
أخيراً .............
ـ فى أثناء سير العربة فى طريقها حريصة مترقبة يقظة
" تذكر عندما أمسك بسماعة تليفونه ، وضغط على أزرار عشوائية كونت رقماً عشوائياً ..... إنه رقمها ... ذات الصوت الرخيم ، فأخذ يتكلم وهى رافعة السماعة تسمعه ، كرر ذلك يوماً تلو الآخر الى أن اعتاد كل منهما سماع صوت الاخر بدأ كل منهما ينسخ للآخر صورة من رسم خياله ......"
فجأة وقفت السيارة ، نزل السائق ، دار حول العربه ، رجع قائلاً :
لو سمحتوا .... سنستبدل العجلة الخلفية .... فنزل الجميع ... بينما هو ينظر فى ساعته مضطرباً وقلقاً " إنها المرة الأولى التى أراها فيها ، إقترب موعد اللقاء ولم أصل بعد الى المكان ....."
انتهى السائق فركب وركبوا جميعاً ، طلب من السائق أن يسرع ، تأفف السائق قائلاً : صبرك يأستاذ ..... " الشبورة " ..........
ـ وصلت السيارة متأ*** ، لف بصره فاحصاً الوقوف ، وقع بصره على فتاة تقف وحدها تجوب المكان قلقة تبحث عن العلامة لتتعرف عليه ، بين الحين والحين تنظر فى ساعتها .
ـ ركز بصره عليها مدققاً قائلاً لنفسه : " إنها هى ...... تضع العلامة المتفق عليها .... ثم يتردد لا إنها ليست هى .... ولكن العلامة ......"
ـ أخذ يتلكأ فى النزول من العربه أسرع بإخفاء العلامة التى وضعها لتتعرف عليه ، نزل ، وقف بجوارها مذهولاً قائلاً لنفسه " ليست كما رسمتها فى خيالى من خلال كلامها عبر التليفون "
ـ هى مازالت تقف تبحث عن العلامة ، جميع الركاب كل ذهب الى حيث أتى إلا هذا الواقف أمامها مذهولاً ، قالت لنفسها : " أيكون هو ..... ولكن أين العلامة .... إنه تأخر كثيراً "
ـ أتت عربة ركب فيها سريعاً عائداً الى بيته بينما هى لاتصدق إنه أتى وتركها دون أن يكلمها ، بعد مرور وقت طويل ركبت هى الأخرى وعادت إلى بيتها ، جلست فى انتظار تليفون منه ...........

الصداقة كنزالعلاقات الإنسانية


أكثر...