من كتاب ثلاثية حمدة :

- و أخبرتني أمي أني كنت أجعلها تبكي كثيراً , حين كنت أتوسل إليها دائما
أن تشتري لنا أباً ذلك أني لم أكن أعرف معنى الموت و الغياب و الأولاد الذين ألعب معهم في الطرقات و الأزقة كانوا يعيرونني و يسألونني دائما أين أبوك ؟!
و لعلني كنت أغبط اولئك الأولاد , الذين ينادون يا أبي أو أحسدهم , و الذين لهم أيضاً أخوة كبار , و يمصني أني لست مثلهم .
لهذا كنت أرفض أن أصدق أن أبي قد مات و أني لن أراه أبداً ..
فكنت إذا رأيت رجلاً عابراً لا أعرفه أقول : ربما يكون هذا الرجل أبي و آخذ في التطلع إليه منتظراً أن يقبل نحوي , و يضمني إليه و يقول لي : أنت ابني
ثم يأخذني من يدي و آخذه من يده و أدله على الخيمه و أقول أبي عاد يا أمي ..
كنت أهجس دائما بهذه العودة ذات نهار أو ليلة لا أعرف متي تجيء و أحلم كثيرا بهذا المشهد و يطول انتظاري
و صرت اربط هذه العودة بالليل و العتمة حيث يجمح خيالي و يطل غول الخوف من الحكاية فلا أنام .

** ملحوظه هذا النص مقتبس من قصه حقيقيه و كأنه سيرة ذاتيه للكاتب تتحدث عن حرب فلسطين .. و كيف مات والد الكاتب و بعض اقاربه .

ريحانہ (ذائقةُ المّوت)Google إجابات-فلسطين


أكثر...