جرائمهم.
والاشتراك هنا لا يكون فقط بالفعل فمثلاً عندنا حاكم ظالم متجبر وفلاناً شريك له في ظلمه ؛فيتبادر في الذهن أي أنه ذهب وعمل تحت أمرته وتحت سلطانه فشارك في ظلم الناس سواء مشاركة فعلية وقوليه؟ كلا, ليس هذا فقط في ظلمه وليس فقط من يضع يده في يد الظالم أو ذلك من يمتدح الظالم فيشارك معه قولاً كلا. مجرد إن مشاعرك تجاه هذا الظالم مشاعر رضا ويرضى عن هذا الظالم ولو قلبًا فيحتسب في الموازيين الشرعية والإلهية "شريكاً للظالم في ظلمه", ولماذا وقع هذا الإنسان في هذا الظلم ؟ولماذا يشترك في ظلم الإنسان؟ لرضاه عن الظالم لأنه عطل عقله فلم يستمع للحجة الباطنة .
قد يستمع للحجة الظاهرة لكن لا يستمع للحجة الباطنة فلا فائدة, أنما جاء الرسول لكي ينشط عقلك ويجعلك تتفكر وتتدبر لا أن تبقى جامد العقل فهذه قاعدة أبلغها إلينا مولانا أمير المؤمنين )صلوات الله عليه( فأوضح من يكون راضيا في فعل قوم يكون شريك معهم, فإذا كانت هذه الجماعة من الناس جماعة صالحة فأنت شريك معهم في الثواب, فإذا كانت فاسدة أو ظالمةً فأنت شريك معهم في العقاب كما روى في نهج البلاغة " الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْم كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ. وَعَلَى كُلِّ دَاخِل فِي بَاطِل إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضا بِهِ".
ففرضاً والعياذ بالله يأتي شخص ويقول أنا راضي عن فرعون وقومه ,فيكون عنده أثمان أثم عمل ما عمل به فرعون, فمثلاً فرعون عذب آسيا بنت مزاحم )سلام الله عليها( تلك المرأة الشريفة الجليلة الطاهرة المؤمنة الظاهرة أحدى سيدات نساء العالمين فأنت تسجل وتحاسب يوم القيامة بتعذيبك لآسيا بنت مزاحم فتقول بيني وبين آسيا بنت مزاحم آلاف السنوات ولم أكن أشهد ذاك الوقت؟ فكيف أحتسب معذبًا لآسيا بنت مزاحم؟ فتعملون إن فرعون )لعنه الله( شد وثاقها وأخذ بإحراقها وهي حية إلى أن استشهدت )رضوان الله عليها( فأنت تحتسب ممن فعلت هذا الصنيع فتخاطب الله )والعياذ بالله( ألم تكن راضيا عن فرعون؟ فأنت مشترك به ثم هنالك إثم آخر يسجل وهو إثم الرضا بذلك الفعل ,فأنت راضي عن هذا الفعل فعليك أثم إضافي.
آية قرآنية شريفة تحتاج إلى شيء من التدبر ففي هذه الآية نزلت في ذم اليهود في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)}الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{آل عمران 183 .
اليهود جاءوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فطلب منهم أن يؤمنوا بالإسلام فوافقوا رسول الله ولكن بشرط , أن تأتينا بعين المعجزة التي كان يأتي بها أنبياء الله من بني إسرائيل من ذي قبل, فمعجزة أنبياء بني إسرائيل يستقبلون القرابين أو الأضاحي فيذهبون بها إلى بيت المقدس فالتي يتقبلها الله تبارك وتعالى كانت تخرج نار وتأكل هذا القربان , والذي لا يقبل منه فهذا قربانه يبقى على حاله, فحينما جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكرامة له تبدل هذا القانون فأصبح القانون من يقدم قربان فتقبله من قبل الله تبارك وتعالى يكون تحصيلا حاصلا إذا قدم للفقراء والمساكين فيذهب إلى الذين يتضررون من الجوع بدلاً من إحراقه, فأمر إذا حصل ذلك فأني أتقبل ,فهؤلاء اليهود جاءوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وطلبوا منه عين هذه الآلية والكيفية في تقبل القرابين , فرسول الله (صلى الله عليه وآله) رفض وبين لهم إن هذا القانون قد تبدل وأني سوف آتيكم بمعجزات أخرى ولمنعهم أصروا على هذا النوع ؟حتى يمتنعون عن الإيمان لا أكثر ولا أقل . فالله عز وجل نزل ذم لهم في هذه الآية الشريفة .
تعلمون إن اليهود قتلوا 70 ألف نبي من أصل 124 ألف نبي , وكما تذكر الروايات عن أهل بيت العصمة )صلوات الله عليهم( أنهم كانوا يقتلون نبي معين صباحا لا يكاد يأتي وقت الظهر ويمارسون حياتهم الطبيعية وكأن شيئا لم يكن, دون أن ترقرق حتى قطرة واحدة ندماً على هذا النبي الذي قتلوه, فالشاهد إنه حينما نزلت هذه الآية اعترض اليهود في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لماذا؟ لأن الله خاطبهم لأنهم هم القاتلون في حين من الذي قتل ؟ أسلافهم السابقون في زمان أنبياء بني إسرائيل أليس كذلك ؟ فهؤلاء ليس لهم ذنب }وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى { فلماذا نسب الله تبارك وتعالى إلى هؤلاء القتل فيخاطبهم في زمان رسول الله وهؤلاء بالمقابل يقولون نحن لم نقتل نبياً وأين الدليل ؟ لا , انتم تحتسبون إنكم قتلة وإنكم مجرمون قتلتم الأنبياء

بدون اسمGoogle إجابات-الأديان والمعتقدات-العالم العربي-الإسلام-الصحة


أكثر...