لم أفهم سرّ تعليق عجلات السّيارات المستعملة فوق أغلب مساكن و فيلاّت الميسورين و أصحاب المال في مدينتي إلاّ عندما سألت أحد زملائي في العمل...في البداية لم أكن مهتمّا و لا مدقّقا إذ كنت أضنّ أنّ الظّاهرة هي من قبيل الصّدفة و هي تقتصر على عدد قليل من البنايات و لا تتطلّب تفسيرا أو سعيا لفهم أسباب و دواعي انتشارها....و ما استرعى انتباهي لها هو دورها في تشويه منظرالمدينة الفوضويّ و البشع أصلا...فكأنّ هذا الّذي كان ينقصها...!!

ضحك الزّميل و هو يظنّني مازحا،قال/ أرجوك لا تمزح...لا شكّ أنّك تعرف سبب الظّاهرة و الأرجح أنّك...لا أحد يجهل سرّ تعليق تلك العجلات على أسطح و في أعالي البنايات...!
لم يصدّق الزّميل جهلي بسرّ الظّاهرة إلاّ عندما أقسمت له بنبرة جادّة لا تقبل الشّك.
قلت/ أقسم لك أنّي لم ألاحظها إلاّ مؤخّرا...و كنت أضنّها تقتصرعلى بعض المنازل كما انّي لا أعرف لها سببا...!
ضحك الزّميل مرّة أخرى و قال/ حسنا...إذا فأنت ساذج أو غشيم...تجوّل في المدينة و في أحيائها و ستلاحظ أنّ العجلات معلّقة في أعالي أغلب الفيلاّت و المنازل الكبيرة...لماذا.. لدفع أذى العين عنها...؟!
بوّزت مستغربا و حدّقت في زميلي مشكّكا.
أي نعم لدفع أذى العين...يقولون أنّ إطارات السّيارات المستعملة تُذهب شرّ العائن عن تلك المساكن...العين حقّ كما تعرف...!
ضحكت و رحت أفكّر في تعليق مناسب.
إهْ...ما رأيك...ماهو تعليقك...؟! قال و عيناه تشعّان بالتّوق إلى ما أنوي التّعليق به.
و هل تردّ أذى العين حقّا...؟! سألت و أنا بين الجدّ و الدّهشة.
هكذا يقولون و هكذا يردّدون...يزعمون أنّها تحمي من العين و الحسد...!
و أنت هل تصدّق ما يقولون...؟! أردفت سائلا غامزا.
الحقّ أنّ منزلي بسيط و لا يحتاج إلى حماية من العائنين...!
قلت سا***/ كيف يكون لعجلات السّيارات أيّ مقدرة خفيّة في دفع شرّ العين و في نفس الوقت تُعتبر أحد أهمّ الأسباب في إزهاق الآلاف المؤلّفة من الأرواح البشريّة و التّسبّب بجرح و إعاقة أعداد مضاعفة أخرى كلّ يوم في مختلف بلدان العالم من جرّاء حوادث السّير و استخدام الطّرقات...أليس الأصحّ أن تكون لها قدرة ظاهرة لا شكّ فيها في القتل و الأذى....؟!

مختلة عقليا (Psy-Nounou Style)IJABAT‏-Google إجابات-العلاقات الإنسانية-العالم العربي-الإسلام


أكثر...