مَــســـــَاءُ الـــخَــــيْـــر:


يـقــولُ الـــذّهَـــبيُّ فــِي كِـــتَابــِهِ ســــِيــرُ أعــْلَامِ النُّبـــَلاء، فــِي تــرجـَمةِ عــَلي بــن صـــَلَاح الــدّيــنْ:

153 - الافضل * أبو الحسن علي بن يوسف.
تملك دمشق، ثم حاربه العزيز أخوه، وقهره، ثم لما مات العزيز، أسرع الافضل إلى مصر، وناب في الملك، وسار بالعسكر المصري، فقصد دمشق، وبها عمه العادل، قد بادر إليها من ماردين قبل مجئ الافضل بيومين، فحصره الافضل، وأحرق الحواضر والبساتين، وعمل كل قبيح، ودخل البلد، وضجت الرعية بشعاره، وكان محبوبا، فكاد العادل أن يستسلم، فتماسك، وشد أصحابه على أصحاب الافضل، فأخرجوهم، ثم قدم الظاهر ومعه صاحب حمص، وهموا بالزحف، فلم يتهيأ أمر، ثم سفل أمر الافضل، وعاد إلى صرخد، ثم تحول إلى سميساط، وقنع بها، وفيه تشيع بلا رفض.
وله نظم وفضيلة، وإليه عهد أبوه بالسلطنة لما احتضر، وكان أسن إخوته، وهو القائل في عمه العادل: ذي سنة بين الانام قديمة * أبدا أبو بكر يجور على علي وقد كتب من نظمه إلى الخليفة الناصر، وفي الناصر تشيع:

مولاي إن أبا بكر وصاحبه * عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
وهو الذي كان قد ولاه والده * عليهما واستقام الامر حين ولي
فخالفاه وحلا عقد بيعته * والامر بينهما والنص فيه جلي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي * من الاواخر ما لا قي من الاول

فأجابوه من الديوان:
وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا * بالود يخبر أن أصلك طاهر
غصبوا عليا حقه إذ لم يكن * بعد الرسول له بطيبة ناصر
فابشر فإن غدا عليه حسابهم * واصبر، فناصرك الامام الناصر
=============

كــَانت هــَذه تــرجــمةُ اِبــنْ صــلاح الــدّيــن المــعــروفِ بــعــلي
وقد ذكروا فى أحوال (على) أنه صار أميرا بعد موت أبيه بوصية من أبيه ، ولكن عٌزل بعد فترة بتأمر من عمه (وكان اسمه أبا بكر) وأخيه الأصغر منه (وكان اسمه عثمان) . فكتب الأمير علي رسالة إلى الناصر لدين الله
لمّح بــهــذه الأبـــْيــات بــظلم أبـــي بــكر بــن أبــي قُــحافة وعــُثمان بــن عفــان لــعلي عليه الســَّلام

فيروز النهاوندي (فيروز النهاوندي)حوار الأديان-العلاقات الإنسانية


أكثر...