في إحدى محطات القطار كانت سيدة تنتظر موعد ركوبها وعندما طال انتظارها، اشترت علبة بسكويت وجلست تتصفح الجريدة، وأثناء قراءتها جلس إلى جانبها رجل وأخذ يقرأ جريدة هو الآخر، وعندما بدأت بتناول أول قطعة بسكويت كانت موضوعة على الكرسي إلى جانبها فوجئت بأن الرجل بدأ بتناول قطعة بسكويت من نفس العلبة التي كانت هي تأكل منها، فبدأت تفكر بعصبية بأن تلكمه لسوء أدبه وكلما كانت تتناول قطعة بسكويت من العلبة كان الرجل يتناول قطعة أيضا وكانت تزداد عصبيتها، ولكنها كتمت غيظها وعندما بقي في العلبة قطعة واحدة فقط نظرت إليها وتساءلت "ترى ماذا سيفعل هذا الرجل؟" لقد قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف الآخر.

فاشتد غضبها رغم ذلك كظمت غيظها مرة أخرى حقيبتها وركبت القطار.

بعد أن جلست على مقعدها فتحت حقيبتها اليدوية وإذ بها تفاجأ بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالداخل، كانت الصدمة كبيرة وشعرت بالخجل الشديد.

عندها فقط أدركت بأن علبتها كانت طوال الوقت في حقيبتها وبأنها كانت تأكل من العلبة الخاصة بالرجل، فأدركت أنه كان كريما جدا معها وقاسمها علبة البسكويت الخاصة به دون أن يتذمر أو يشتكى، لقد ازداد شعورها بالخجل حيث لم تجد وقتا أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث.

هناك دائما أشياء إذا فقدناها لا يمكنك استرجاعها، فلا يمكنك استرجاع الحجر بعد إلقائه لا يمكنك استرجاع الكلمات بعد نطقها، لا يمكنك استرجاع الفرصة بعد ضياعها، لا يمكنك استرجاع الشباب بعد رحيله، لا يمكنك استرجاع الوقت بعد مروره، لذلك احرص دائما على عدم التسرع بالحكم على الأشياء، واحرص أن لا تضيع فرصة أو لحظة حلوة قد لا تتكرر.

الاسد الغامضGoogle إجابات-العلاقات الإنسانية-الحب-العالم العربي-الإسلام


أكثر...