الحوادث التي جرت على الزهراء بعد استشهاد أبيها (صلوات الله عليهما وآلهما)
لقد كانت الفترة ما بين وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى حين وفاة ابنته فاطمة الزهراء (عليها السّلام) منحنى خطيراً في تاريخ الاُمّة الإسلاميّة ترك بصمات واضحة لمَن ألقى السمع وهو شهيد .
وكان لفاطمة (عليها السّلام) الدور الرئيس في هذه الفترة , وفي مقابل ذلك لم يسكت أصحاب السقيفة مكتوفي الأيدي وهم يرون الزهراء (عليها السّلام) تفعل ما تفعل ؛ فكان لا بدّ لهم من محاولة إسكات هذه الصرخة ؛ فجرت الأحداث ساخنة كما تذكرها كتب التاريخ والسير .
وبعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مباشرة حدث الاختلاف حول الخلافة ؛ البعض ينادي بخلافة علي وأهل البيت (عليهم السّلام) , وآخرون يرون شرعية ما جرى في السقيفة من تولية لأبي بكر .
إنّ الأحداث بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخذت بعداً آخر , ولم تكن فدك فيها إلاّ حلقة من حلقات الصراع بين أصحاب السقيفة وأهل البيت (عليهم السّلام) المعارضين لها بقيادة علي وفاطمة (عليهما السّلام) , وكان بيت فاطمة (عليها السّلام) هو ملتقى المعارضة .
يقول ابن قتيبة في تاريخه : إنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعةٍ في دار علي وفاطمة (عليهما السّلام) , فأبوا أن يخرجوا , فدعا عمر بالحطب يريد منهم أن يبايعوا بالإكراه والقوة , وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقّنها على مَن فيها .
فقيل له : يا أبا حفص , إنّ فيها فاطمة !
قال : وإنْ .
فوقفت فاطمة (رضي الله عنها) على بابها , فقالت : (( لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضراً منكم ! تركتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ؛ لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّنا ! ))(11) .
لقد كان لفاطمة (عليها السّلام) موقف واضح من الخلافة , حتّى إن بيتها كان عند جماعة السقيفة هو مركز المعارضة , حتّى قال عمر في روايته لما جرى في السقيفة بعد أن ذكر أنها فتنة ولكنّ الله وقى شرها المسلمين , يقول : وإنّ علياً وال**ير ومن معهما تخلّفوا عنّا في بيت فاطمة(12) .
ثمة اُمور ستجدها في مسألة ظلامة الزهراء (عليها السّلام) , وهي :
الأوّل : أنّها قد ضُربت .
الثاني : اُسقط جنينها .
الثالث : هتك حريمها ؛ إذ دخلوا دارها بلا إذنٍ منها .
الرابع : أنّه اُحضر الحطب والنار إلى باب دارها .
الخامس : أنّه غُصب إرثها .
السادس : أنّها أوصت أن تُدفن ليلاً .
السابع : أنّها دعت على الشيخين بعد كلّ صلاة .
الثامن : أنّها ماتت غاضبة عليهما .
التاسع : أنّها أوصت أن لا يصلّيا عليها .
العاشر : أنّها أوصت أن يخفى قبرها .
يقول ابن قتيبة في تاريخه : دخل أبو بكر وعمر على فاطمة (عليها السّلام) , فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط ... إلى أن يقول : فقالت : (( أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعرفانه وتعملان به ؟ )) .
قالا : نعم .
فقالت : (( نشدتكما الله , ألم تسمعا رسول اله (صلّى الله عليه وآله) يقول : رضا فاطمة من رضاي , وسخط فاطمة من سخطي ؛ فمن أحبَّ فاطمة ابنتي أحبّني , ومَن أرضاها فقد أرضاني , ومَن أسخطها فقد أسخطني ؟ )) .
قالا : نعم , سمعنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
قالت : (( فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني , ولئن لقيت النبي (صلّى الله عليه وآله) لأشكونّكما إليه )) .
ثمّ قالت : (( والله , لأدعون عليكما في كل صلاة اُصلّيها ))(13) .

بدون اسمالإسلام


أكثر...