فــــأَصـــبحـــنا خُـــطَـــاة .
بتاريخ 7 / 11 /1988 نهار الخميس ، بدأنا بتجهيز أمورنا و حاجياتنا للذهاب إلى البحر الميت ، و طلب مني فيصل أن أَدخل إلى بيته لأجهز الحاجيات ، وهو بالمقابل سوف يذهب إلى السوق ليشتري بعض الاغراض و في طريقه يريد أن يجري فحصاً إحترازياً لإطارات السيارة و نحوه .
دخلت إلى البيت و بدأت بتجهيز الامور ، و اثناء وجودي في غرفته وقع نظري إلى لوحة من الورق المقوى يخفيها و راء خزانته و قد ظهر نصفها و عليها صور لي ، ـــــ إنه الفضول ــــــ ، فسحبت هذه اللوحة من خلف الخزانة فنظرت و إذ بها عبارة عن مجموعة من الملصقات لصورنا أنا و فيصل ، وقد اضاف إليها مجموعة من ملصقات من قلوب الحب و الازهار ، و تحت كل صورة كتب بيت شعر يرى فيه تعبيراً عنها ،، صدقاً إلى هذه الآن لا أذكر إي بيت من تِلْك الابيات ،، وفي تِلْكَ اللحظة خفق قلبي لفيصل بطريقة غريبة ، و كأني أعرفه لأول مرة ، ثم أرجعت اللوحة كما كانت ، و جلست أنتظره ، ولم يمضي إلا ربع ساعة تقريباً حتى جاء ، فحملنا اغراضنا و حاجياتنا ثُمَّ انطلقنا .
كنا أنا و فيصل نشترك بكثير من الاذواق في اختيار الملابس و العطور و نحوها ، حتى أننا نشترك في عِشقنا لأم كلثوم و اسمهان ، فوضع شريط في المسجلة لمجموعة من الاغاني لأسمهان و بدأنا نستمع إليها بطرب و إنسجام حتى وصلت لأغنية : "إمتى حتعرف إمتى * إني بحبك إنتَ " و بدأت أغني معها و أنظر إلى فيصل وهو يضحك و السرور بادي عليه ، و حين إنتقلت إلى أغنية : " يا بدع الورد " ثم أغنية : " ياللي هواك شاغل بالي "
بدأ هو بالغناء معها و ينظر إللي ....... و بقينا هكذا نغني لبعضنا البعض حتى وصلنا هناك قُبَيْل المغرب ، و نزلنا عند مَصَب الماء الحار ، فتجولنا قليلاً ثُمَّ بدأنا نجهز أنفسنا للسباحة ، فراينا بعضنا عاريين لاول مرة ، ثم نزلنا نسبح .
المشكلة ان تِلك البقعة من البحر الميت تكون بالعادة مليئة بالناس ، لذلك قررنا ان ننتقل إلى مكان آخر أكثر خصوصية ، و فعلاً و صلنا إلى نبع ماء حار غير مأهول خلف مجموعة من الأشجار ، نزلنا في بركة هناك مع بعضنا البعض ، ثم نظرت إلى فيصل واعتذرت له عَمَّا جرى ، فقاطعني وقال : " لا تذكر الموضوع فقد اصبح من الماضي " ، فقلت له ، بأن ( أحمد ) إيضاً هو من الماضي ، و ارجوا ان تكون أنتَ لي حاضراً و مستقبلاً كما كنت لي ماضياً ، وكأنه كان ينتظر مني هذه الكلمة حتَّى إقـــتــــرب مـــني فـــعانـــقــني وأخـــذنا نــرتـــشــف خمــــر الــــهوى من شـــفاه بعــــضـــنا ، والاعــــبـه و يــلاعبــنـــي ، و انا أَتَـــنَـــقَّــلُ فــــوق تـــضـاريس جســده ليــحــضى بـــه فــمي ، ثــُمَّ أتـــذوقه بنـــهمٍ ، ثُـــمَّ كـــنت لـــه الغـــمد ، وكــان لــي السيــــف ، فـــأخــــذ يروح بـــي و يـــجــيءُ ، و نَــخِــنُّ و نَـــأِنُّ و الــحجـــارة تُـــردد صــــدى آهـــاتـــنا ، حَــــتَّى قـــضى مــا كـــان مـــنه ، و قـــضــــيت مـــا كــــان مــــني ، ثُـــــمَّ أعـــــدنا الـــكـــرة مــــرة ثـــانــــيـــة و ثــــالثـــــة ، فــــأَصـــبحـــنا خُـــطَـــاة ......
بِتنا تِلك الليلة بألف ليلة ، ولم نتناول إي طعامٍ أو شراب ، و كأننا اكتفينا من بعضنا !! ، ثم طلع علينا الصبح ، فَلَبِثنَا قليلاً و بعدها غادرنا ، وكانت تِلْك أول علاقة ***ية .
وصلتُ إلى البيت ، ثُم اغتسلتُ وبعدها أخذتُ قسطاً من النوم ، و بعد أن إستيقظت خرجت لأداء صلاة الجمعة ، فلقد كنت ملتزماً بالصلاة و الصيام منذ كُنْتُ بالثامنة ، وبعد ان رجعت و جدت شقيقي ينتظرني ، فأدخلني إلى غرفة الجلوس و سألني : " ماللذي بينك و بين احمد ؟ " قُلْتُ لا شيء ،إلا المرافقة داخل الجامعة ، فتفاجأت منه بوابل من الركل و الصفع و اللطم و اللكم حتَّى أدماني ، و والدتي واقفة تصيح و تلطم على راسها ، حتَّى فزع والدي و أنقذني منه ، لاول مرة يفعل ذلك بي ! ، ولكن فهمت لاحقاً السبب من وراء هذا الغل و العنف ، فلقد كان (أحمد) معروفاً بين اصدقائه بأنه " يشتهي الشباب " ، وله سوابق بهذا ، فظن شقيقي أنني أقمتُ علاقة ***ية معه ، ولكن غضبه كان أكثره على أحمد ، فلقد ظن ان أحمد قد إستغل صداقته و سذاجتي فاستدرجني .
" كان أحمد يشتهي الشباب " ، و قد فهمت لاحقاً أنه كان مثلي ***** ، و إلتقيته مرَّة في عَمَّان العاصمَة و سالته عن زواجه فقال : " كان لازم أتزوج " ...... ولم اراه بعد هذه المرة .مضت بضع شهور و علاقتي بفيصل تتطور و تنضج .
يتبع

رجل مثلي *****Google إجابات-العلاقات الإنسانية-العالم العربي


أكثر...