+ مقال جميل :

تشير التقديرات السائدة في الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال نشوب حرب جديدة مع «ح** الله» فإنه يتوقع أن يكرر الح** استراتيجيته التي اتبعها خلال حرب لبنان الثانية في يوليو العام 2006، التي يصفها الجيش بأنها كانت «بمثابة تعادل مع إسرائيل: الانتصار من خلال عدم الخسارة».

لكن المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل استعرض امس، مقالا كتبه ضابط برتبة مقدم في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ونشر في مجلة «معراخوت» التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، وتحدث فيه عن سيناريو للحرب المقبلة مع «حزالله» مختلف عن حرب يوليو 2006.

ويستند الضابط إلى سلسلة من التصريحات التي أطلقها قادة «ح** الله» ومواد منشورة في الموقع الالكتروني للح** حول «احتلال الجليل» من خلال نقل القتال إلى هذه المنطقة الشمالية المحاذية للحدود الإسرائيلية – اللبنانية.

ورأى الضابط في «أمان» أن على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان احتمال أن يغير «ح** الله» استراتيجيته ويخوض في المستقبل حربا من نوع آخر.

وأشار إلى وجود مؤشرات على أن «ح** الله «يدرس العمل من أجل تقصير مدة الحرب المقبلة «بواسطة خطوات برية في الأراضي الإسرائيلية».

ويستند الضابط في تحليله إلى التصريحات التي يكررها قادة الح** بشأن «احتلال الجليل».

وفي تحليله لحرب العام 2006، كتب الضابط أن «استراتيجية (الانتصار من خلال عدم الخسارة) ع**ت فهما عميقا من جانب ح** الله لتفوق الجانب الإسرائيلي: تفوق تكنولوجي، استخباراتي وجوي وقدرة على ضرب أهداف بدقة وقوة فتاكة. وإلى جانب ذلك، أدرك ح** الله نقاط ضعفنا: حساسية عالية للقتلى الذين سقطوا في كلا الجانبين، عدم الرغبة في خوض حروب طويلة والحاجة إلى تحقيق نصر حاد وواضح، ولذلك سعى ح** الله إلى إطالة مدة القتال وإظهار حقيقة صموده حتى نهايتها».

وتابع الضابط أنه تمت ترجمة هذه الأفكار إلى ثلاثة مبادئ عملية: تحسين القدرة على امتصاص الضربات والصمود، وقصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وبناء قدرات من أجل عرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي برا.

وأشار الضابط الإسرائيلي في هذا السياق إلى أن «ح** الله» استمر بعد انتهاء الحرب السابقة في التسلح وتعزيز قدراته العسكرية، وفي المقابل، يستعد الجيش الإسرائيلي في بناء قوته «التي تستند إلى فهم نوايا ح** الله».

ورأى الضابط أن ح** الله بدأ العام 2011 التحدث عن استراتيجية تتعدى الرأي السائد في الجيش الإسرائيلي حول حرب الاستنزاف.

وأضاف الضابط أن المسألة ليست متعلقة في ما إذا كان بمقدور «ح** الله» تنفيذ هذه الأفكار، وإنما هي تدل على «حقيقة أنه منشغل بها».

ورأى الضابط بهذا الأمر بأنه ضوء تحذيري يدل على «تغيير في نموذج قتال ح** الله»، ويعزو ذلك إلى التحولات الحاصلة في البيئة الاستراتيجية التي ينشط بها الح**، وهذه التحولات ترغم «ح** الله» على تغيير وجهة نظره من إطالة مدة الحرب إلى تقصيرها، وذلك لأن «ح** الله» ينشط بشكل أكبر في الحلبة السياسية الداخلية والخارجية اللبنانية «وهذه حقيقة تحمله مسؤولية ما يحدث في الدولة في حال هاجمتها إسرائيل».

وخلص الضابط الإسرائيلي إلى أنه «في حال غيّر ح** الله استراتيجيته، فإنه سيكون لذلك انعكاسات جوهرية بالنسبة لإسرائيل، وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى الأخذ بالحسبان احتمال محاولة ح** الله تقصير مدة الحرب بواسطة فرض حقائق على الأرض، مثل غزو بلدة في الجليل، وينبغي تجهيز الجبهة الداخلية لهجوم محدد عند الحدود والاستعداد لاحتمال أن يختار ح** الله شن هجوم مفاجئ، ومحاولة إنهاء الحرب قبل أن تبدأ بالفعل».

فلسطين الشهداء (أطلق نيرآنك لآ ترحم)سيد المقاومة


أكثر...