وردا على هذا الأمر الغريب جدا في القرن الواحد والعشرين حيث المفروض أن تتعزز و تتأكد حقوق الإنسان والمساواة بين *****ين والإسلام تجاوز المساواة بأن كرم المرأة والرسول محمد عليه السلام كإنسان اكتفى بالزواج من واحدة وتلك هي الفطرة السليمة المنسجمة مع روح الإسلام لقوله عليه السلام ما أكرمهن إلا كريم وأحاطها بحقوق تعتبر ثورية و رائدة وانه فعلا إجراء ثوري حيث حرر شريحة هامة من شرائح المجتمع ألا و هي المرأة تلك التي نكن لها كل التقدير و المحبة باعتبارها أما و أختا و زوجة و ابنة فهي إنسان كامل الإنسانية فلماذا تبقى تعيش على هامش المجتمع ونلغي لها كل دور تبعا للمنظومة الفقهية التقليدية التي ظهرت في ظروف تاريخية معينة و عادات و تقاليد بالية لا تستجيب لتطلعات العصر و تحدياته بالنسبة لأمتنا التي تحتاج اليوم إلى كل الكفاءات والقدرات فيها لمواصلة مسيرة الحياة دون تعثر؟ علما وأن الذي كبل المرأة العربية والمسلمة قرونا عديدة هي المنظومة الفقهية التقليدية والعادات والتقاليد البالية خلافا لأحكام الشريعة الإسلامية السمحة التي تقرر أن المرأة مساوية للرجل في الاعتبار الإنساني وفي الحقوق و الواجبات و التقاضي و حق الحياة الحرة الكريمة دون تعسف أو ضغط من أي كان وكذلك ضمنت لها حق الملكية وحق الإرث فكلها حقوق مضمونة للمرأة في شريعتنا الإسلامية لا فرق بين الرجل والمرأة ولم يقم الرسول ولا صحابته نظاما للحريم كما هو واقع اليوم في السعودية حيث تهان المرأة و لا يسمح لها بالانتخاب و قيادة السيارة وعدم السفر إلا بوجود محرم لها فهل يمكن منع الفساد بمثل هذه الإجراءات أو منع الاختلاط في الدراسة بحجة منع الفساد والفساد قائم يزكم الأنوف فكيف تسمح السعودية للرجل أن يتزوج ويطلق على هواه علما وأن الإسلام لم يفرض التعدد بقوله تعالى وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) 3النساء و في آية أخرى يقول تعالى و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم 129 النساء .
فمن مجموع هذه الآيات يتبين لنا موقف القرآن واضحا لا لبس فيه فإنه لم يفرض التعدد فرضا ملزما وإلا لوجب أيضا الإبقاء على الرق لأن الآية الأولى تشير إليه وهو أمر غير مقبول اليوم وإنما سمح به الإسلام في ظروف تاريخية معينة وحاجة المسلمين لزيادة النسل وإن كان الموقف الذي يميل إليه القرآن هو الاكتفاء بواحدة حسب منطوق النص بحيث لا يسمح بالتعدد إلا بشرط العدل الذي لا يمكن تحقيقه باستعماله صيغة لن التي تفيد المستقبل أما بخصوص سيرة الرسول عليه السلام فإنه كإنسان عادي اكتفى بالزواج من امرأة واحدة هي السيدة خديجة رضي الله عنها أما بقية الزوجات فقد تزوجهن لاعتبارات أخرى تتعلق بظروف الدعوة والمواجهة المفتوحة بينه وبين أعداء الإسلام وقتها فالزواج من امرأة واحدة لم يخرج عن قواعد الشرع الإسلامي بل التزام بمنطوق النص القرآني ومقصده المتمثل في حفظ كرامة الإنسان ومسايرة الفطرة الإنسانية التي جبلت على الاكتفاء بوحدانية التزاوج وكذلك منع إهانة الإنسان خاصة وأن السماح بالتعدد كان في ظل ظروف قاسية تمتهن فيها كرامة المرأة في العصر الجاهلي فكون المرأة زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة أفضل لها من أن تعامل معاملة مهينة ومذلة لكرامتها .
وعليه
إن الحل الأمثل في نظرنا ليس بمثل هذه الإجراءات التعسفية والتي تستعمل فيها الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية في سياق غير سياقها الحقيقي وإنما نتيجة للجهل بأحكام الدين وترسخ عادات وثقافة سائدة تظن أن مثل هذا التصرف أو ذاك امتثال لأوامر الله وفي الحقيقة هو انتهاك صريح لشريعة الله السمحة ونقرر أنه لا مانع شرعا من أن تقود المرأة سيارتها منفردة أو مصحوبة بأقارب لها فالشرع الإسلامي في هذا المجال يسمح لها بما يسمح به للرجل تماما.
كما أن هذه الفتوى خرجت عن إجماع الأمة البالغ عددها أكثر من مليار مسلم حيث تقود المسلمات سيارتهن في كل بلاد المسلمين في أمن وأمان. والإجماع أحد مصادر التشريع في الإسلام. لكن إخواننا في المملكة خرجوا عنه وشذوا عن ما اتفق غليه علماء أكثر من مليار مسلم وحرموا ما حلله الله.

سني و لست وهابيالحركة الوهابية-الفتاوى-الأديان والمعتقدات-الإسلام


أكثر...