مَـــرحَــبَــاً

يــَقــوُلُ اِبــنُ عـــثــيــميــن فــِــي كــِتــَابــِهِ مُــصــطَـلــحُ الــحَــدِيـْــث فــِي تَـــعريِفِ الصــَّــحَـابي:
من اجتمع بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، أو رآه مؤمناً به، ومات على ذلك.

==============
لــَكــِنَّ هــَذا الــــتــعريــفُ يــُخــالفُ تــعريف جُــمهورُ الأصـــوليــين والمُــحــدِّثـين عــندكم كــَمــَا يــقولُ صــاحبُ فــتحِ المُــغيث:
< وفي الاصطلاح راء النبي صلي الله عليه وسلم اسم فاعل من رأى حال كونه مسلما عاقلا ذو صحبة على الأصح كما ذهب

إليه الجمهور من المحدثين والأصوليين وغيرهم اكتفى بمجرد الرؤية ولو لحظة وإن لم يقع معها مجالسة ولا مماشاة ولا مكالمة

لشرف منزلة النبي صلى الله عليه و سلم وممن نص على الاكتفاء بها أحمد فإنه قال من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو

ساعة أو رآه فهو من الصحابة
وكذا قال ابن المديني من صحب النبي صلى الله عليه و سلم أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي صلى الله

عليه و سلم وتبعهما تلميذهما البخاري فقال من صحب النبي صلى الله عليه و سلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه قيل

ويرد على ذلك توقف >


وَيــخالفُ تــَــعريفَ الــبُخــاري لــلصــَحــابي، فــقد جَــاء فــِيْ كِــتاب شـــَرحُ نـــَظمِ اللؤلؤ المَـــكنون للــحــَافــِظِ بـــِن احـــمد الحــكــمي


ملحق #1 20‏/03‏/2014 6:55:25 ص
وَتــعريفُ الــعثــيمــين وابنُ حــجرٍ فــي نــزهة النــظر، لا يــخــَالفُ تــعريف الــجمهور عــندكم، وَلَا يُخـــالفُ تــَـعْــرِيــفَ الــبــخَــاريُّ

فــحســـب، بــَلْ يــخُــالف مــَا جــَاء فــِي الــقــُـرآنِ وَمــَا جــَاءَ فــِي الأحــَاديث الــتي رُويت فــي مـَــصــادِركُــم، وَالــتي اســـتخدمت

لــفظةُ الــصّحــابيِّ فــيها إســـتـخدامــاً مَــع المــؤمنــين والمــنــَافقــين والــكفّار.


قــَالَ تَـــعَالــى:
{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا}
{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}

فـَفــي هَــذه الأيــات الــكَــرِيــمات؛ إســـتخدمــت لــفظة الــصــّاحب مَــع الكــافر، فــهي لا تُــطلقُ عــلى الــمؤمــنِ فــقط

والنــّبي كــما فــي الأحــَاديثَ الــتي رَيــتـموها أطــلقَ لــفظة الصــّحـابي عــلى المـــُنــافقــين:

جَــاءَ فــِي مُســـْــندِ أحــمدِ بــِنَ حــَنـبل:
23367 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال قلت لعمار

أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم فيما كان من أمر على رأيا رأيتموه أم شيئا عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال

لم يعهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه و

سلم قال : في أصحابي اثنا عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو المنذر بن مالك

العبدي - فمن رجال مسلم



هــل قــرأت عــبارة (فــِي أصــحابي اثــْنــَا عــشَرَ مُـــنَــافِــقاً)؟
أي لــفظةُ الـصــاحب تــعمّ المُــنافقَ والمــؤمن


وَهــذَا الــُبــخاري يــروي حــديثاً مُشــابهاً:
3518 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا - رضى الله

عنه - يَقُولُ غَزَوْنَا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا ، وَكَانَ مِنَ

الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا ، فَغَضِبَ الأَنْصَارِىُّ غَضَبًا شَدِيدًا ، حَتَّى تَدَاعَوْا ، وَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ . وَقَالَ

الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ . فَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ » . ثُمَّ قَالَ «

مَا شَأْنُهُمْ » . فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِىِّ الأَنْصَارِىَّ قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ » .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ . فَقَالَ عُمَرُ أَلاَ نَقْتُلُ يَا

فيروز النهاوندي (فيروز النهاوندي)العلاقات الإنسانية-الأديان والمعتقدات


أكثر...