إذا كانت الروح مخلوقة فلا بُد أن يكون شأنها شأن الجسد حيث يموت ويُفنى ثم يُخلق ويُبعث من جديد وبصورة مختلفة كلياً ، وفي هذهِ الحال لا يعود هُناك أي رابط بين أهل الجنّة وأهل الأرض ، فأهل الجنَّة سوف يُخلق لهم أجساد قادرة على أن تعيش إلا الأبد في الحنَّة وهو ما لا تستطيع أجسادنا الحالية أن تفعله ، وإذا كانت أرواحنا ضعيفة بضعف أجسادنا فلا بُد أن تُستبدل كذلك بأرواح جبارة قادرة على الحياة الأزلية ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فهذا يعني أنَّ أهل الجنَّة يختلفون كلياً عن أهل الأرض ، ولا يعود حينها معنى للثواب والعقاب لعبيد الله الموجودون على الأرض ، وهذا الكلام يُخالف المنطق والعقل في الدين الإسلامي .
إذاً أرواح البشر غير مخلوقة وهي من ذات الله سبحانه وتعالى الذي لم يخلُق ذاتهُ أو نفسهُ ، وبالتالي فهو سبحانه لم يخلق الروح البشرية لأنها نفخة من روح الله العلية ، وهيا بالتالي الرابط الوحيد بين أهل الجنَّة وعباد الله الصالحين من أهل الأرض ، فأجساد الصالحين من أهل الأرض سوف تُستبدل بأجساد جبارة لا تمرض ولا تجوع ولا تهرم ، أما أرواح الصالحين فسوف تبقى معهم إلى الأبد كي يتذكرون من خلالها تضحياتهم وكفاحهم وتمسكهم بدين الله والذي كانت نتيجتهُ الحياة الأبدية السعيدة التي ينعم بها أهل الجنَّة ، والله أعلم .

أبو أنس الكاظمي (Mohammad al kazimi)العلاقات الإنسانية-الأديان والمعتقدات-العالم العربي-الإسلام-القرآن الكريم


أكثر...