يجمع المؤرخون اليوم على أن القبائل التي كانت تسكن في المنطقة المحصورة في المثلث الواقع بين اليمن في الجنوب. والصحراء الليبية في الغرب,
وجبال زاغروس في الشرق, وهضاب الأمانوس في الشمال, هي من ا لقبائل التي انطلقت من شبه جزيرة العرب, في الفترة الواقعة بين 3000م و500م ومعنى ذلك أن هذه القبائل جميعاً هي عربية المنشأ مهما كان الاسم المعطى لها: وهكذا فقبائل الأكاديين والكلدانيين والبابليين في بلاد ما بين النهرين, وقبائل العموريين والفينيقيين والكنعانيين والآراميين في بلاد الشام, و اله**وس (الشاسو) في فلسطين ومصر, والعمونيين والمؤابيين والأنباط في الأردن.. هي جميعاً بطون من أصل واحد ومنبت واحد وهو جزيرة العرب,. ومن هنا يصبح بوسعنا القول دون خوف من الوقوع في الخطأ, إن مدينة القدس كانت عربية منذ نشأتها قبل أربعة آلاف سنة من اليوم, ثم ثبتت هذه العروبة نهائياً عند دخول الفتح الإسلامي إليها سنة 636م/14ه.‏

لقد كان الشعب الأول الذي بنى مدينة القدس وسكنها هو شعب(اليبوسيين(LESIABUSSIDES) وهو أحد بطون القبائل الكنعانية حيث انطلق من شبه جزيرة العرب نحو الشمال حوالى نحو 2500ق.م وقد سمى المدينة التي بناها هناك باسم ( يبوس) التي وردت في الأحافير المصرية القديمة باسم( يابيشي) أو( يابيثي) وتقع أطلال هذه المدينة في الهضبة التي تدعى باسم (جبل صهيون) اليوم .‏

وفي عهد الملك اليبوسي الذي يعرف باسم( ملكي صادق) أيضاً والذي حكم ا ليبوسيين خلال جزء من القرن العشرين قبل الميلاد,تغير اسم المدينة من يبوس إلى( أورشاليم) أي (مدينة السلام).‏

وهكذا تبين لنا أن مدينة القدس قد بناها اليبوسيون الكنعانيون وسكنوها مدة طويلة قبل مجىء( المعابيرو) أو (العبريين) بل إن المصادر العبرية نفسها تعترف بأن ابراهيم الخليل لماوصل إلى أرض كنعان(أي فلسطين حالياً) كان يدفع ضريبة العشر إلى ملك القدس( ملكي صادق) حوالي عام 1920 ق.م وأن هذا الملك الكنعاني كان ملكاً موحداً, ودليل ذلك أنه بارك ابراهيم الخليل بقوله مبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك)‏

وزيادة على ذلك فإن تسميته( أورشليم) بالذات ليست عبرية, كما يعتقد البعض عن جهل أو تجاهل, وإنما هي تسميته كنعانية حيث إن الألواح المكتشفة في مدينة( إيبلا السورية) القديمة, التي تم تخريبها على يد الأكاديين قبل وصول العبرانيين إلى المنطقة بوقت طويل, ذكرت وجود مدينة (أورشليم في المنطقة, وكذلك وردت هذه الكلمة في النصوص المصرية القديمة باسم( أورشليم) وهذه تسمية آرامية لا عبرية, لأنها لوكانت عبرية لقالوا(إيز شالوم) وليس أورشليم) لأن كلمة مدينة يقابلها لفظ( إيز) بالعبرية, وليس (أور) كما أن كلمة السلام يقابلها لفظ( شالوم) بالعبرية وليس( شليم)‏

بدون اسمالتاريخ-Google إجابات-السعودية-فلسطين-العالم العربي


أكثر...