ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنادى (عليه السلام) بأعلى صوته:

(أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب، فلم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها كلها في هذا الثوب، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلمني تأويلها.

فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله.

ثم دخل بيته. (وهو يتلو {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(1))(2).


منقول من :

كتاب الصحيح من سيرة الامام على (علية السلام)

الجزء 10 للسيد جعفر مرتضى العاملى ص 244 و245

وفي نص آخر؛ عن أبي ذر الغفاري: أنه (عليه السلام) جاءهم بالقرآن الذي جمعه وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده، فلا حاجة لنا فيه، فأخذه (عليه السلام) وانصرف.

ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارياً للقرآن ـ فقال له عمر: إن علياً (عليه السلام) جاءنا بالقرآن، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن

نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار.

فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال لهم: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل كل ما عملتم؟!

ثم قال عمر: فما الحيلة؟!

قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.

فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك (وسيأتي شرح ذلك).

فلما استخلف عمر، سأل علياً (عليه السلام) أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه.

فقال (عليه السلام): هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة: إنَّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا: ما جئتنا به.

إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.

فقال له عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم.

فقال علي (عليه السلام): نعم، إذا قام القائم من ولدي، يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة به عليه صلوات الله عليه(1).

1- الإحتجـاج ج1 ص360 و 361 و (ط دار النعـمان) ج1 ص225 و 228 = = وبحار الأنوار ج89 ص42 و43 والأنوار النعمانية ج2 ص360 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص581 و 582 والصافي ج1 ص43 وج5 ص129 وج7 ص100 ونور الثقلين ج5 ص226 ومكيال المكارم ج1 ص61. وراجع بصائر الدرجات ص196 وبحر الفوائد ص99.




منقول من :

كتاب الصحيح من سيرة الامام على (علية السلام)

الجزء 10 للسيد جعفر مرتضى العاملى ص 244 و245

pyramid2007 (محمود حسن)الفقه-الأديان والمعتقدات-العالم العربي-الإسلام-القرآن الكريم


أكثر...