.كان شابا مفعما بالحيوية حنونا لطيفا فرحا يتسم بالأناة والحلم تربطنا محبة وصداقة خالية من حب الدنيا ودرنها لا أتأخر عنه ولايتركني ان احتجته، ءاخرمرة التقيته فيها كانت مأدبة عشاء إجتمعنا في ليلة سعيدة ضحكنا تسامرنا لم نتخيل
أن تلك اليلة ليلة الوداع وأن القدرقد نسج لصديقي أكفانه ، افترقنا على أمل اللقاء مجددا لقاء المحبة والأخوة
، كنت جالسا في البيت رن هاتفي رددت السلام عليكم وبدون مقدمات محمد توفي ، ماهذا الكلام صديقي مات
لبست ثيابي ثم نزعتها، فتحت الخزانة لأختار بدلة أرتديها كنت مذهولا ومندهشا ولم أر شيئا ألبسه ، أبعد هذا الخبر
أبحث عن الأناقة اعتبرتها مزحة ، لكن المتصل كان أخ محمد فلماذا يمزح معي عاودت الاتصال به أكد لي الخبر
إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت إلى بيت صديقي فإذا به يحمل على الأعناق إلى خير جوارواريناه الثرى وفي المقبرة
أقيمة حلقة يقرؤون القرءان الكريم ، جلست بجانب صديقي دحمان نقرأ سورة يس ودحمان هو صديق محمد الحميم،
كان موت محمد فاجعة ومفاجئة ، فكيف يعقل أن يموت صديقي وهو شاب قبل والده الشيخ المسن الذي تجاوز السبعين
خريفا قبلت رأس الشيخ كان يهذي بكلام غير مفهوم ، كل مافهمته من كلامه الهربة ليك والطلبة ليك ياربي وتمر أقل من
أربعين يوما ويلتحق به صديقي دحمان في حادث سيارة مروع كان متجها لمدينة البليدة وقد حكم عليه القدر أن يموت قبل زوجته التي كنا ننتظرموتها قبله فقد كانت تصارع مرض العصر والزمان كان يعالجها وغير مقصرفي علاجها وطال مرضها وقد تزوج عليها دون علمها كان المسكين مرغما على الزواج فهو شاب ولا يأمن على نفسه الفتنة ولم يستمر زواجه بالثانية سوى
أربعة أشهر، حملنا صديقي دحمان الى المقابر كانت عظامه م**رة بقي فترة في غيبوبة ثم سلم الروح لبارئها،
مات دحمان والتحق بمحمد في العالم الآخروقد مضى على إفتراقهما في الحياة الزائلة أقل من أربعين يوما،
محمد توفي بالسكتة القلبية ودحمان في حادث سيارة ، في مساء ذلك اليوم كنت جالسا مع حبيبي وأخي
وصديقي وقرة عيني الصادق إسما على مسمى كنا نتناقش في وفاة دحمان رحمة الله عليه حتى مر بنا رئيسن
ا في العمل قال لي الصادق هذا الرئيس ابن عائلة فقد وقف مع محمد ودحمان في جنازتهما وقدم لأهلهما معونات مالية ، قلت له ياصديقي العزيز قد فعلها ليقال عنه أنه شهم فأنا أعرف طباعه جيدا بحكم تعاملي معه لكن الصادق دافع عنه
إعلم يالصادق وأنت الآن في العالم الآخر أن الرجل لم يقم في جنازتك ولم يقدم واجب العزاء فيك، كل مافعله
أن أرسل برقية مستعجلة يخبر الوزارة بوفاتك وتمر الأيام وحبيبي الصادق يشكو من آلام في قلبه ، ءاخر فعل كان لي
مع حبيبي الصادق هو صلاة الفجر وعلى الساعة العاشرة وكان يوم خميس غادر حبيبي الذي مازلت أبكيه لحد الساعة
توقف قلبه على النبض وعلمت بخبره كانت الصدمة قوية جدا جدا والحب الذي كان بيني وبينه منعني من حضور جنازته
لأني لحد الساعة لا أصدق أنه مات أنه لم يعد معي في هاته الدنيا حتى قبره لم أزره لأني لا أصدق أنه مات
وكل ما أقوم به هوالدعاء له ثم الدعاء
الذي يعزيني في موت أصدقائي أننا لم نجتمع في هاته الدنيا على منكر أو فاحشة حتى السجائر لم نتعاطاها معا يوما أذكر أني كنت أمسك السجارة أمام حبيبتي فقط حتى أبدو أمامها أني رجلا رغم أني لست مدخنا
كل ماسبق ذكره مؤلم لكن الألم الحقيقي هو حكاية عمر، ذلك الشاب الوسيم المتخلق الخجول كان يحب فتاة
لكن في صمت الفرق بيني وبينه أنها تبادله الحب ويلتقي بها أما أنا فلا ألتقي بها ولا أعرف مشاعرها
كنا نشترك في الوفاء ونية الزواج بمن نحب ، يحب أن يجالسني كثيرا فهو كثير الصمت منطوي ولا يزعج أحدا
ولا يضر أحدا بلسانه كان يرى فقره عيبا يقول لي أحبك لأنك لا تعر المادة أي اهتمام أحبك لأني عندما أجالسك
أرتاح هو مثلي مجنون بالشعر والأدب تخرج من الجامعة وحلمه كان بسيطا جدا وظيفة والزواج بمريم، كانت مريم
تنتظره لكن الحظ أو بمعنى أوضح والدها ذلك الشيخ الذي **اه الشيب وجائه النذير ذلك الشيبة الطماع الجشع كان بالمرصاد لعمرومريم كان يبحث عن المال ويعتبرا ابنته الفاتنة السلعة التي ستدر عليه الربح الوفيروسيبيعها لمن يدفع أكثر والحق يقال
أن الفتاة بأخلاقها وحسنها تستحق ما يفكر فيه والدها، كان الشيخ يرفض كل فقير يتقدم لخطبتها بحجة أو بدون حجة كان يخبر ابنته أنه لن يزوجها إلا بمن ترغب به وترضى به صدقته المسكينة ولم تدر ان والدها بصدد عقد صفقة بيعها لأحد المقاولين، فالشيخ يرى مستقبل ابنته مع المال فقد عاش فقيرا وكمايقال كاد الفقر أن يكون فقرا.
في إحدى الليالي وبعد منتصف الليل اتصل بي عمر وهو يبكي أين أنت قلت له إني في مكاني المعتاد عند بيت
حبيبتي أعيش الغرام الصامت قال تعال عندي سأموت ، ذهبت إليه مسرعا حسبته يريد الذهاب الى المستشفى
ولما وصلت اليه

المستفسرعن همه (وسيم كريم)


أكثر...