مُدِّي لِحاظـَكِ للمَدَى
ولتنظرينا
نقتبس من نوركِ المكنونْ
هي أبجدياتُ المحبِّ
تقودنا للحتفِ
أو للشمس
هِئنـــــــــــــــــا
فإقبلي أرواحنا
نِثـَرَاً مِنَ الألماس ِ
فوق وشاح عرسكِ
واحفظي المقل التي تفديك
عِقداً فوق جـِيدك



الفَجْرُ
لم يتأخر كثيراً
ولكننا ما سمعنا الأذان
و الآن .. آن

هُنَيهَةُ ضوءٍ
تطل على وجلٍ
من ثنايا مساءٍ سميكٍ
لتجرحها نظراتُ المدينةِ
والعسكـرِ المستطير

فتُضْحِي شموساً
إذا الشمسُ ماتت
رويداً رويداً
ودبت شياطينهم
و الأفاعي
على جنة الحلم
حتى تُغيرَ لون أساطيرها
و تشقَّ خدود القرنفلْ

إذا جاء أمر الهوى
و تداعت سدود البلاهة
فارت ينابيعٌ بالفراشات
حتى تعيد إلى الأرض زخرفها

واشتعال "كماناتها"
مع هزيم النشيد:

"بلادي .. بلادي
دمي
و فؤادي،
بقيةُ عمري
و عينيَّ،
حريتي
و انتفاضي
إذا عربدت هاطلاتُ الرصاص
تمزق شريان عشقي
لتقتص للحلكة المستبدة
منيّ
ثم تسدُ فمي
بـ "اللُفَافَةِ"
تدفنُ أشلاءَ مُخِّي
و عينيّ
في محضرٍ داعرٍ
لتبيح دمي
للنعاجِ التي تتثائب
فوق الأرائك.

ارتقبتُ السماء
فجاء الدخان المبينُ
المسيِّل لليأسِ
يحرقُ جِلدِي و صدري
ليشهد يوم القيامة عنِّي
بأن الذي باع فيروز تاجك
من أوقف الترس
من أحرق العرس
-يا مصر-
نفسُ الذئاب التي تتمترس
خلف مسوح الفضيلةِ
تكشف ثوبكِ
وهي تسبح باسمك.

آن لي اليوم
أن أتغنى
ولو أسقطتني حساباتهم
من عديد ب***ِ
ولو مزقتني حقارتهم
بحدود البلادة

أنا لحمك المؤمن
الكافرُ، الخارجيُّ، العميلُ،
"الأجندة"....
أنا المار**ي،الأنركيُّ، و القاعدي،
أنا الحمسوي، أنا (الح**لي)..

أنا المتمول و المتدربْ.
في نخب عشقك
صرتُ المخربَ
و ابن المخربْ

أنا المتسلقُ أهداب مجدك
و المتهجد في ليل بردك
أتلو الكتاب

أنا الصبح .. و الصبح لي
وزمام ستائره في يميني
أزيح به غاشيات الضباب

أنا النيل .. و النيل لم يسق غيري
ولم يك صلصاله غير جلدي
ومنه أنا كنت
مذ كان لا شيء
غير اليباب

أنا ما تفجر رغم المقامع
من زرع أوثانهم في السنين العجاف
أنا بندقية هذا الصراخ
بوجه البنادق
عليَّ تنوح الرصاصة
قبل اختراقي
الذي يستفز الحرائق في كل عرشٍ


أنا في سبيلك
أستنفر النائمين
أنادي: انفروا

ولتغنوا: انفروا
انفروا كالفراش
إلى فوهات النهار
انفروا من زوايا الظلام
ومن كل شق بأعمدة الليل
هزوا شعاع النهار إليكم
يساقط عليكم رصاصاً
وفجراً
وأطياف من عبروا قبلكم
صرخة في النفير

سأبقى هنا
لو لوحدي
أنا شمعة يتوضأ في نارها طهر هذي الميادين
لا آكل الوعد .. لا أشرب الصبر
أنتم ملأتم كؤوس التروي بماء مسرطن
ثلاثون عاماً و لا كرمة الصبر تزهر
غير المرارة
لا أتفاوض
لا أقبل التسويات
ولا يحتوي غضبتي
غير بطن التراب

سيرة الندى (أحمد البربري)العالم العربي-الشعر-الثقافة والأدب


أكثر...