اعدامات ميدانية للسجناء بالعشرات
التجويع حتى الموت

وسائل متعددة للتعذيب
"تم ّ اعتقالي في آذار 2012 من قبل عناصر من فرع الأمن العسكري في حلب، حيث تمّ اقتيادي إلى الفرع المذكور وانهالوا عليّ بالضرب المبرح بعد وصولي مستفسرين عن مكان وجود كمبيوتري المحمول، ثمّ قاموا بنقلي بواسطة طائرة مدنية إلى دمشق، برفقة اثنين من العناصر، وعند وصولي اقتادوني إلى الفرع 215أمن عسكري، سرية المداهمة، وضعوني في "زنزانة مفردة" حيث بقيت ذلك اليوم في المنفردة، وفي اليوم التالي جردوني من ثيابي وبدأوا بضربي بالكرباج على كامل جسدي ومن ثم أدخلوني غرفة التحقيق مجرداً من الثياب ما عدا الثياب الداخلية، مغمض العينين ومقيد اليدين، استمر التحقيق في الفرع المذكور مدة أحد عشر يوماً، وبسبب التعذيب والضرب الشديد بشكل يومي جعلوني اوقّع على تهم متعلقة بتوزيع الأسلحة ضمن الحرم الجامعي وهي تهمة لا أساس لها من الصحة.
كانت من بين أحد أساليب التعذيب في الفرع 215 والتي اتبعوها معي هو وضعي على الأرض مغمض العينين بعد أن جردوني من ثيابي من ثم بدأ الضرب بالكرباج على جسدي بشكل عشوائي، وأيضاً كانوا يضعوني في غرفة الانتظار حيث كانوا يرشوني بالماء البارد كل ربع ساعة ويشتمونني بشتائم سيئة لا أقوى على ذكرها، وكان يوجد أساليب أخرى للتعذيب كالكرسي الألماني والعصا الكهربائية.
في اليوم الثاني عشر طلبوا منّا أن نلبس ثيابنا ووضعونا في سيارة أخذتنا إلى مبنى آخر يبعد مسافة 5 دقائق عن الفرع 215، وعند وصولنا بدأ الشتم والضرب فقط لمجرد الضرب، ثم قاموا بتصويرنا، ووضعنا في غرفة مع معتقلين آخرين، حيث أخبرونا أننا في الفرع 293 وهي إدارة الأمن العسكري، والذي يرأسه عبد الفتاح قدسية.
كانت مساحة الغرفة حوالي 25 متر مربع وكنا 55 شخصاً وكان الطابق يتكون من 8 غرف احتجاز، بنفس المساحة تقريبا لكن أعداد المعتقلين كانت تختلف من غرفة لاخرى، كان يطلق على هذا الفرع 293 من قبل المعتقلين المدنيين، أمّا المعتقلين العسكريين يسمونه الفرع 291 ، وبعد حوالي 12 يوماً وبسبب ضيق المكان أخرجونا نحن - الطلاب الجامعيين -البالغ عددنا 20 شخصاً ووضعونا في غرفة مع المعتقلين الضباط كانت تهمهم "التفكير بالانشقاق".
لم أتعرض للتعذيب في هذا الفرع سوى عند الدخول، خلال فترة 32 يوماً أمضيتها هناك، لكن أصوات التعذيب لم تنقطع لحظة، وكان من بين المشاهد القاسية التي شاهدتها في هذا الفرع أحد الأشخاص و كان مصاباً بطلقتين واحدة في القدم والأخرى في الخاصرة، وبعد أن أخرجوا الرصاصة من جسده وضعوه معنا في الغرفة بدون علاج أبداً أو أية أدوية ولو بسيطة وكانت حالته الصحية مزرية جداً، وشاب آخر أحضروه من "فرع سعسع" ونتيجة للتعذيب الشديد وخاصة بالكهرباء فُتح في ظهره جرح غائر – لا يتحمله العقل – وكان قد فقد عقله على إثره، ولم تمضِ عدة أيام حتى توفي على إثرها، وكان "الشبح" الوسيلة الأكثر استخداماً في هذا الفرع ومعظم من كان يتمّ تعذيبهم بهذه الطريقة كانوا يبقون أربعة أيام في أقل تقدير مشبوحين.
بعد 42 يوماً وبعد انتهاء التحقيق معي تمّ تحويلي إلى فرع الشرطة العسكرية في القابون ومن ثمّ إلى القضاء العسكري، ثم إلى سجن "البالونة" في حمص، حيث أحضروا يومها حوالي ( 70 ) معتقلاً من فرع المخابرات الجوية، وكانوا مشوهين تشويهاً تاماً نتيجة للتعذيب العنيف الذي كانوا قد تعرضوا له، وفي اليوم التالي قاموا بتحويلي إلى الشرطة العسكرية في حلب، ومن ثمّ إلى النيابة العسكرية التي أصدرت بحقي مذكرة توقيف بحسب القانون 26 للعام 2011، بحسب المادة الثانية، وذلك بتهمة توزيع الأسلحة في حرم المدينة الجامعية، وكانت التهمة الثانية تندرج تحت البند 123 والتي كانت مساعدة عناصر الجيش على الفرار، ومن ثمّ قاموا بتحويلي إلى سجن حلب المركزي في نيسان 2012.


*** ادى منع صلاة التراويح من قبل عناصر السجن، في رمضان 2012 الى حدوث استعصاء للسجناء

قوات النظام بكامل أسلحتها وعتادها وبدأ فوراً باطلاق النار الكثيف والغازات المسيلة للدموع ومضت ساعتين نتج عن ذلك ***ب مدمّر للسجن ومقتل 35 سجيناً وسقوط أكثر من 50 جريحاً آ***ً، تم اعتقال أكثر من 500 سجين وإنزالهم إلى أقبية السجن حيث تعرضوا جميعاً لتعذيب شديد وكان صراخهم يملأ السجن مدرة 24 ساعة، وحشروهم في أماكن ضيقة جداً، وجرّدوهم من جميع ثيابهم وفتحوا عليهم أنابيب "مجاري الصرف الصحي" من فوقهم لتزداد معناتهم سوءاً، ومع فرض الشرطة سيطرتها على السجن قامت باغلاق أبواب جميع المهاجع تماماً ولكن جناح السجناء السياسيين رفض هذه الخطوة لأنهم لم يشاركوا في هذا الاستعصاء، وقد وصلنا مقتل 6 سجناء نتيجة التعذيب الشديد وهم غير من تمّ قتلهم خلال الساعات الأولى للاستعصاء".
وبعض السجناء مات نتيجة الصعق الكهربائي العالي حيث كان يتم صعق السجناء من جهة القلب بشكل مباشر، وأدى ذلك أيضاً إلى وفاة العديد منهم، ".

بدون اسم (mohmmed ahmed)Google إجابات-العلاقات الإنسانية-سوريا-العالم العربي-الإسلام


أكثر...