[ عن أبي أمامة قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) ].

إذاً لابد عليك أن تعلم أن أحد العلامات التي يتميز بها أهل البدع وأهل الزيغ: أنهم يجادلون في دين الله عز وجل، فيأخذون النصوص ويضربون بعضها ببعض.

قوله: (إلا أوتوا الجدل ) أي: رزقوا، ثم قرأ النبي عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف:58].

قال: [ عن قتادة في قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ [الحج:3] قال: صاحب بدعة يدعو إلى بدعته ]. فهو الذي يجادل في الله بغير علم أتاه.

قال: [ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (أن نفراً كانوا جلوساً بباب النبي عليه الصلاة والسلام فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال الآخرون: ألم يقل الله كذا وكذا) ]، أي: أن هذا يأتي بنص من كتاب الله، والآخر يأتي بنص في ظاهره يناقض النص الأول. [ (فخرج عليهم النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن سمعهم وكأنما فقئ في وجهه حب الرمان -أي: من شدة الغضب- فقال: أبهذا أمرتم؟ أو بهذا بعثتم أن تضربوا القرآن بعضه ببعض، إنما هلكت الأمم قبلكم في مثل هذا، فانظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتكم عنه فانتهوا عنه) ]. أي: لا تضربوا كتاب الله تعالى بعضه ببعض؛ لأن هذا من شأن أهل البدع والزيغ والضلال.

قال: [ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله عز وجل أمركم. ويكره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال) ]، وهذا لم يكن نهج الصحابة ولا السلف.

قال: [ عن عائشة قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ [آل عمران:7] حتى بلغ: وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه أولئك الذين سماهم الله فاحذروهم) ].

والذين سماهم الله عز وجل هم الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.

وصفهم الله تبارك وتعالى في صدر الآية فقال: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ [آل عمران:7].

إذاً: الذي يتبع متشابه القرآن ومتشابه السنة هو الذي في قلبه زيغ، وقد حذر الله تبارك وتعالى منه.

قال: [ قال علي رضي الله عنه في خطبته: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله تعالى منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً) ].

http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=214160

بدون اسم A (

أكثر...