"إذا سمعت من يتكلّم عن رؤية الله من الصّوفيّين المسلمين .. فإنّه لا يقصد رؤية العين .. وإنّما رؤية العقل والبصيرة والإحساس .. الإحساس بالحضرة الإلهية بالمكابدة .. كما تكابد الشّوق والحب ولا تعرف لهما وصفاً ولا تعبيراً ، ومع ذلك يملؤك من الرّأس إلى القدم ...

رؤية الحكمة النهائية للحوادث ..
قراءة المعنى الشّفري للدّقائق والتّفاصيل الّتي تمر عليك في حياتك وكنت تظن أنها مصادفات عقوية ثم تكتشف أن كلّ تفصيل كان له دور وكلّ حادثة كان لها مغزىً في تسطير الحكمة والغاية البديعة ورآء كلّ فعلٍ تفعله

كلّ هذا هو رؤية لله في فعله ..
إشتفافٌ العدالة الإلهية من ورآء الظلم البادي للعيان هو رؤيةٌ وتعرفٌ على الله في عدله وإرادته الخفية ..
الذين أوتوا البصائر يعرفون أنّ لكل شيءٍ دوراً لأن كلّ سطرٍ في ملحمة الوجود له معنىً ..

المهم أنّ نعرف كيف نرى بالعقول والبصائر لا بالعيون ..
وكيف نرى الله في سجلّ أفعاله ؟..
وكيف نرى أثر يديه على مخلوقاته ؟..
وكيف نعرف ما ورآء الظّاهر المبتذل للحوادث ؟..
وكيف نفضّ الشّفرة السّرّية الّتي كتب بها كتاب الأقدار ..

كلّ هذه أمثلة لرؤية العقول والبصآئر والأفهام ..

وهذا حظّ أولى الألباب من رؤية الله .. رؤية آثاره واستشفاف حكمته والفهم عنه ..

---

ثمراتٌ من كتاب "رأيت الله" .. د/م.م (رحمه الله)

chemistry lover (

أكثر...