في الحديث القدسي الذي يرويه ذاك الذي لا يكذب أبداً عن ربه يقول : أمر رب العزة عبده جبريل أن يخسف بقرية عم فيها الفساد فراجعه جبريل ليستفهم قائلاً :إن بها عبدك الصالح فلاناً فقال له رب العزة :به فابدأ
فاستغرب جبريل :لماذا يا رب؟
فأجابه الله ذلك الجواب الذي يحتاج منا أن نخاف على أنفسنا قال له :إن وجهه لم يتمعر يوماً فيَّ الله

هذا العبد الصالح في القرية الفاسدة لم يتمعر وجهه يوماً في الله لم يغضب يوماً لله لم يحمر وجهه من أجل حرام مرتكب أو حلال منتهك..
عبد صالح ظل وجهه هادئاً محايداً مسترخياً رغم قريته الفاسدة ولذلك قال رب العزة لجبريل :به فابدأ
إنه يصوم ويصلي ويزكي ويؤدي الفرائض ربما باتان وحرص ..إنه يغدو ويجيء للمسجد وربما يقوم أحياناً الليل ربما دمعة هنا وشهقة هناك ربما بعض العلم الشرعي هنا وبعض الأحاديث هناك لكن لا علاقة له بذلك كله.
لم يتمعر وجهه يوماً في الله .
وعندما كان يمر –ربما حتى في طريقه إلى المسجد –بمظاهر الفساد التي تعج بها قريته ..كان وجهه يظل محايداً هادئاً لا مبالياً
رغم حرصه على العبادة رغم قرائته للقرآن فإن لديه مشكلة جسيمة في الفهم أساساً
إنه يتصور أنه يحسن عملاً لكنه في الآ*** من الخاسرين.
إنه يقدم لنفسه رشوة فيقول :لا تزر وازرة وزر أخرى وكل نفس بما **بت رهينة وهو لا يعلم أنه ما دام وجهه ظل محايداً لا مباليا ً فإن ظهره النحيل سيحمل أوزار قريته الفاسدة كلها .
ومشكلة هذا العبد الصالح أن فهمه للدين جعله يتصور أن العبادات محض طوق نجاة يلقى اليه ليتمسك به عندما تغرق السفينة وهو يجهل أن الطوفان عندما يأتي لا يميز بين أحد وأن النار عندما تندلع ستحرق وجهه هو ..وجهه الذي لم يتمعر في الله...





مُقتبس من كتآب إدرينالين لأحمد خيري العمري .. #

ناوية الرحيل (Hdosh AljnoOb)Google إجابات-تعليقات المستخدمين


أكثر...