كان يا مكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة و السلام..
كان في غابة قديمة يعيش فيها مجموعة من الحيوانات معا فى سلام و كان ملك الغابة جمل مسالم تم انتخابه من الحيوانات
و كان هناك أسد شرير حقود يكره الجمل و يحسده لأنه كان يطمع فى حكم الغابة
فأراد أن ينتزع الحكم بالقوة من الجمل الطيب
فاتفق مع بعض الكلاب الضالة على ان ينزلو فى شوارع الغابة ليهتفو باسمه و يطالبوه بأن يكون رئيسا للغابة و يجمعون التوقيعات لعزل الجمل
و بالفعل غدر الأسد الجبان بالجمل الطيب الذى لم يتوقع منه الخيانة و قام بحبسه ليحاكم امام مجموعة من الخنازير القذرة و وضع مكانه تيس مؤقت ليحجز له مكانه فى الحكم
اما الخيول و النمور و القطط و كل من اعترض على انقلاب و خيانة الأسد فقد قتلهم و اعتقلهم حتى دخلت الفئران جحورها و توارت الأرانب عن الأنظار
و ظل البغبغاوات فى اعلام الغابة يرددون العبارات الملقنة لهم مثل :
تسلم المخالب و عاش الديكتاتور العادل
اما الصقور و الطيور المهاجرة فقد كانت تراقب المشهد من بعيد ولا تستطيع التدخل خوفا من بطش الأسد الخائن
و مرت الأيام و حان موعد الانتخابات الرئاسية للغابة
فصار الاسد يردد الخطب العاطفية الرنانة و يعد الكلاب بعظام أكثر و شقة لكل حيوان
و أتى بتيس آخر ليترشح ضده ثم يخسر ليوهم الحيوانات انها كانت انتخابات حرة نزيهة
و بالفعل تحقق للأسد مراده و صار رئيس الغابة لسنوات ثم لعقود
و لكن حال الغابة لم يتحسن بل ازداد طينها بلة
فشح الطعام و ضاقت مساكن الحيوانات و كفت حوافرهم عن العمل و ماتت النباتات بل و جف نهر الغابة الذى كان شريان الحياة الرئيسى فيها و صار الكلاب يبيعون الماء للحيوانات
فلما طفح الكيل و ضاقت الحياة بالبهائم قام اسد شجاع بالانقلاب على الاسد الخائن ثم قام باعدامه على خازوق الغابة الكبير
ثم شن الحرب على القرود الافريقية التى منعت ماء النهر من الوصول الى الغابة و نسف سدهم المشؤوم فاعاد للغابة حصتها الطبيعية من الماء
ثم اخرج الجمل من سجنه و اعاده الى منصبه كرئيس للغابة ففرحت جميع الحيوانات
و هكذا بدأ عهد جديد من الحرية و السلام و النهضة فى الغابة المباركة..

wild and free (احمد ابراهيم)العلاقات الإنسانية-العالم العربي-الثقافة والأدب


أكثر...