قوله " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " {البقرة/165} فيه : توحيد الألوهية ، فمنه أنه - جلَّ وعلا - له الحبُّ المطلق والذل المطلق الموجب لعبادته وحده لا شريك له ، فمن المشركين من يحبون الأنداد والشركاء كحبهم لله ، فكانت نهايتهم إلى النار ، وأما الذين آمنوا فأشدُّ منهم حباً لربهم - جلَّ وعلا - ، أو أشدُّ حباً لله من هؤلاء لأندادهم ، ولذلك يجب أن يُخصَّ الله بالحب المطلق والذل المطلق الموجبان لعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه .
قال الشيخ ناصر السعدي - رحمه الله - في القول السديد ص/ 106 ط دار ابن الجوزي : أصل التوحيد وروحه : إخلاص المحبة لله وحده ، وهي أصل التألُّه والتعبُّد له ، بل حقيقة العبادة ، ولا يتم التوحيد حتى تكمُلَ محبةُ العبدِ لربِّه ، وتسبق محبتُه جميع المحابِّ وتغلبها ، ويكون لها الحكم عليها ، بحيث تكون سائر محابِّ العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه .
ثم قال : أما إتخاذ أنداد من الخلق يحبهم كحبِّ الله ، ويقدم طاعتَهم على طاعة الله ، ويلهج بذكرهم ودعائهم ، فهذا هو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله .

بدون اسم A (

أكثر...